قِصّة بَدْءِ الأَذانِ

قصص وعبر

قِصّة بَدْءِ الأَذانِ

قال المُنَاوِيُّ في شرحه على ألفيّة السِيرة للعراقي ما نصُّه:
وفيها - أي المدينة المنوّرة - كان بدءُ الأمر بالأذان، وسبَبَهُ رؤيا عبد الله بن زيد المشهورةُ، وذلك أنه لما اجتَمع أمرُ الأنصار واستَحْكَمَ شأنُ الإسلام وقامَتِ الصلاةُ وإنما يَجتَمِعُ الناسُ في مَواقِيتها بغَيرِ دَعوةٍ، فاهتَمَّ رسولُ الله فيما يُعْلَمُ به الوقتُ، فذُكِرَتِ الرايةُ والبُوقُ فلَم يُعْجِبْهُ، وذُكِرَ الناقوس فأمر به (وهي خشبة طويلة) فنُحِتَ لِيُضْرَبَ به، فبَينما هُم كذلك إذ رَأَى عبدُ الله بنُ زيدٍ (في المنام) أنه مَرَّ به رَجُلٌ علَيه ثَوبانِ أَخضَرانِ يَحْمِل ناقوسًا فقال عبد الله: أَتَبِيعُ هذا الناقوسَ؟ قال: وما تَصْنَعُ بِه؟، قال: نَدْعُو بِه للصَلاةِ، قال: أفَلا أَدُلُّكَ علَى خَيْرٍ مِنهُ، قال: وما هُو؟، قال: تقول "الله أكبر" إلى ءاخِرِ ألفاظِ الأذان، ثم استَأْخَر غيرَ بَعِيدٍ، ثم قال: تَقولُ إذا قُمْتَ إلى الصلاةِ "الله أكبر" إلى ءاخر ألفاظ الإقامة،  (فأفاقَ عبدُ اللهِ بنُ زَيدٍ) فأخْبَر بها رَسولَ اللهِ فقال: "إنها رُؤيا حَقٍّ إنْ شاءَ اللهُ، قُمْ معَ بِلالٍ فأَلْقِها عَلَيه فإِنّه أَنْدَى مِنكَ صَوتًا"، ففَعَلَ فلَمّا سَمِعَها عُمَرُ وهو في بَيْتِه خَرَجَ وهو يَجُرُّ رِداءَهُ يَقُولُ: والذِي بَعَثَكَ بالحَقِّ لقَد رأيتُ مِثلَ ما رَأَى" فقال المصطفى: "للهِ الحَمْدُ".
(والحديث أخرجه: أبو داود والترمذي وابن ماجه والبيهقي في السنن، وأحمد في مُسنَدِه)